اتحفني هذا الطائر البديع بزيارة ثالثة، كانت الثانية في أحد صباحات شهر ديسمبر من العام 2014 حين سمعت صوت غناءه الهذب وهو منشغل بأكل بذور الريحان. للأسف لم اتمتع به كثيرا فقد طرده بلبل الحديقة.
وكذلك في يوم شدني يوم 26 فبراير 2016 صوت غناءه لأراه أعلى احد أشجار الأثل هذه المرة لم أجد صعوبة في التعرف عليه بسبب طريقته المميزة في تحريك ذيلة صعودا وهبوطا.
للأسف كان الضوء في ذلك الصباح الباكر خافتا وكان من المحتم علي أن أذهب لعملي. فدعوت الله أن لاتكون هذه زيارة خاطفة وأن يبقى لفترة حتى أستطيع مراقبته والتعرف إليه أكثر.
ولله الحمد عندما عدت من العمل عصرا وجدته عند حوض الماء يستحم. ومرة أخرى كان الظل في ذلك المكان ثقيلا وقد انهى حمامه بسرعة ولم يبق سوى فترة قصيرة كما في الصورة ثم ترك.
تتميز الأيام الأخيرة من بنشاط كبير للتميرات مما يسهل تصويرها كثيرا، هذا جعلني أنشغل بهم عن باقي طيور الحديقة حتى لمحت هذا الجميل مرة أخرى عند مكان الأطعان في عصر يوم 2 مارس 2016. في البداية بسبب حجمه وجسمه المكتنز ظننت أنه الدخلة الموشاة Barred warbler ولكن طريقة تحريك الذيل وظهور اللون الزيتوني مكان انطباق الجناحين جعلني أكاد أطير من الفرح، هاهو الجميل مرة أخرى.
أسرعت بالنزول وجهزت الكاميرا على الحامل وضبطتها جيدا للتصوير تحت الظلال، ولحسن الحظ لم يحس بي عند اقترابي فقد كان منشغلا يأكل من شريحة الكمثرى. عرفت انه نفسه الذي كان في المنطقة الأسبوع المنصرم بسبب البقعة الغامقة على منقاره الوردي.
والحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
الحمد لله لانحصي ثناء عليك.